اكتشف علماء الآثار المنزل الذي نشأ فيه يسوع. “لقد تم نحتها باليد في الحجر، على الأرجح بواسطة يوسف”
اكتشف علماء الآثار مسكنًا محفورًا في الصخر أسفل أساس دير في الناصرة، ربما كان منزل طفولة يسوع. وجاء هذا الاكتشاف نتيجة خمس سنوات من الدراسة المكثفة والبحث الأثري بقيادة البروفيسور كين دارك من جامعة ريدينغ.
ما هو معروف عن بيت يسوع
يوفر المنزل، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول، نظرة مثيرة للاهتمام للحياة اليومية في تلك الأيام. يقع المنزل على تلة من الحجر الجيري، وله هيكل معقد يتكون من غرف محفورة في الحجر، ولكن أيضًا بعضها مصنوع من الخشب والملاط. تُظهر الأرضية المصنوعة من الحجر الجيري المضغوط والسلالم المحفورة في الصخر مهارة البناء ومعرفته المتقدمة، ويقترح الباحثون أن هذا ربما كان من عمل نجار وباني منزل، كما كان يوسف.
يقدم الوصف التفصيلي للمنزل في الناصرة صورة حية للحياة اليومية في فترة القرن الأول، فالحديقة المسورة، التي توفر الحماية من المتسللين وأشعة الشمس الحارقة، تضيف عنصر الأصالة وتعكس الطريقة التي نظم بها الناس حياتهم وحمايتهم. منازلهم في تلك الأيام.
لقد سلطت الدراسات التي أجراها علماء الآثار الضوء ليس فقط على البنية المادية للمنزل، ولكن أيضًا على الروابط التاريخية والدينية المحتملة. في حين أنه لم يتم العثور بعد على دليل ملموس على أن هذا المنزل كان منزل يسوع، إلا أن الأبحاث مستمرة وقد تسفر عن معلومات جديدة في المستقبل.
ومن المثير للاهتمام أن هذا الاكتشاف تدعمه روايات تاريخية قديمة، مثل عمل الراهب أدومنان من عام 670 الذي يذكر زيارته للكنيسة المبنية فوق المنزل الذي عاش فيه يسوع، والتي كانت مخصصة لحماية المنزل. تعطي هذه المعلومات فكرة أكبر عن الأهمية التاريخية والدينية للمكان.
ورغم أن هذا الاكتشاف يثير العديد من التساؤلات ويثير اهتمام المجتمع العلمي والديني، إلا أنه من المهم النظر إلى هذه المعلومات بجرعة من الحذر. يستغرق التفسير الصحيح للاكتشافات الأثرية وقتًا وتحليلًا دقيقًا، ولا يمكن استخلاص استنتاجات نهائية إلا على أساس أدلة قوية. وببساطة، فقد عثر علماء الآثار على المسكن المذكور في بعض الوثائق التاريخية التي كتبت بعد وفاة يسوع بمئات السنين.
يقدم الكتاب المقدس تفاصيل قليلة عن طفولة يسوع. يذكر إنجيلا لوقا ومتى ميلاد يسوع في بيت لحم ويسردان أحداثًا من طفولته المبكرة، مثل ولادته في المذود، وزيارة المجوس، وهروبه إلى مصر هربًا من اضطهاد هيرودس. ومع ذلك، فإن هذه الأناجيل لا تقدم الكثير من المعلومات التفصيلية عن حياة يسوع اليومية عندما كان طفلاً.