تقارير

الأمطار في الإمارات العربية المتحدة: كيف تطورت عملية الاستمطار السحابي في الإمارات منذ عام 1982

واليوم، يتم تنفيذ أكثر من 900 ساعة من مهام تلقيح السحب في البلاد خلال عام واحد

وتجري دولة الإمارات العربية المتحدة، في المتوسط، أكثر من 900 ساعة من مهام الاستمطار السحابي كل عام، حيث تقوم الحكومة باستثمارات كبيرة في البحث والتكنولوجيا.

يعد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي أطلقته وزارة شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة ويديره المركز الوطني للأرصاد الجوية، مبادرة طموحة ذات نطاق عالمي تهدف إلى تحفيز أبحاث الاستمطار وتحسين الأمن المائي.

كما دخلت الدولة في شراكة مع منظمات دولية وخبراء في هذا المجال لتحسين قدراتها في مجال البذر السحابي.

خليج تايمز يتعمق في الموضوع لفهم كيفية إجراء هذه المهام والإبلاغ عن نتائج إيجابية، مع زيادة هطول الأمطار في مناطق محددة بعد عمليات تلقيح السحب.

فيما يلي مقتطفات من المقابلة الحصرية مع المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات العربية المتحدة.

كيف تتم عملية البذر السحابي في دولة الإمارات؟

في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد عملية استمطار السحب إجراءً منظمًا بدقة يقوم بها خبراء الأرصاد الجوية ومتخصصون من المركز الوطني للأرصاد الجوية (NCM). وتتكون هذه العملية من مراحل مختلفة، بما في ذلك تحليل الطقس والتخطيط والتنفيذ والمراقبة.

يتم إطلاق مشاعل خاصة تحتوي على عوامل نووية في السحب أثناء تلقيح السحب. وهذا يشجع القطرات الموجودة داخل السحب على الزيادة في الحجم حتى تصبح ثقيلة بما يكفي لتساقطها على شكل أمطار.

World in Article | العالم في مقالات

ما هي الطرق المختلفة المستخدمة في البذر السحابي؟

في جميع أنحاء العالم، يتم استخدام طرق متعددة لتلقيح السحب اعتمادًا على عوامل مختلفة، بما في ذلك الظروف الجوية المحددة ونوع السحب المستهدفة والنتائج المرجوة.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم استخدام مواد استرطابية صديقة للبيئة بشكل شائع في عملية تلقيح السحب. تحتوي هذه المواد على أملاح طبيعية، بما في ذلك كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم، ويتم توصيلها عادةً إلى السحب عبر التوهجات.

بشكل عام، هناك ثلاث أدوات مختلفة لتوصيل عوامل البذر، باستخدام الطائرات أو الصواريخ والمولدات الأرضية، في دولة الإمارات العربية المتحدة نستخدم الطائرات والمولدات الأرضية على أساس أرض عالية المستوى

ما هي مدة مهمة تلقيح السحب؟

يمكن أن تختلف مدة مهمة تلقيح السحب بشكل كبير اعتمادًا على عدة عوامل، بما في ذلك الظروف الجوية ونوع السحب التي يتم تلقيحها والأهداف المحددة لعملية تلقيح السحب.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد تستمر مهمة تلقيح السحب النموذجية لمدة 3 ساعات ويتم إجراؤها عادةً عند وجود تكوينات سحابية مناسبة.

ما هي أنواع الطائرات التي ستستخدم في هذه المهام وما هي تجهيزاتها؟

يتم تنفيذ مهام تلقيح السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام أربع طائرات من طراز Beechcraft King Air مصممة خصيصًا. وقد تم تجهيز الطائرات الأربع بشكل خاص في المركز الوطني للأرصاد لعمليات تلقيح السحب وهي جزء أساسي من برنامج تلقيح السحب.

World in Article | العالم في مقالات

تحتوي هذه الطائرات على حامل مصمم لنقل مشاعل وقنابل زرع السحاب. يقوم الطيارون المدربون فقط بتشغيل هذه الطائرات بالتعاون مع خبراء الأرصاد الجوية وخبراء الاستمطار لتنفيذ المهام.

تعد الطائرات جزءًا من البنية التحتية الشاملة للأرصاد الجوية التابعة لـ NCM والتي تتضمن شبكة واسعة تضم أكثر من 95 محطة طقس وشبكة رادار متكاملة لدعم المهام.

كيف يتم استخدام مشاعل؟

عادةً ما تحتوي مشاعل الألعاب النارية المستخدمة في تلقيح السحب على عوامل تلقيح، مثل المواد الاسترطابية التي يمكنها تنشيط عملية التكثيف وتعزيز العمليات الفيزيائية الدقيقة مثل عمليات الاصطدام والالتحام لتكبير قطرات السحب.

World in Article | العالم في مقالات

World in Article | العالم في مقالات

يتم إشعال هذه الشعلات وإطلاقها من الطائرات أو المولدات الأرضية، وعندما تحترق، فإنها تنشر عوامل البذر في السحب المستهدفة. بمجرد إطلاقها في السحب، يمكن لعوامل البذر هذه التأثير على الفيزياء الدقيقة للسحابة وربما تعزيز هطول الأمطار.

هل البذر السحابي وسيلة موثوقة لتعديل الطقس؟

أثبتت التجارب العشوائية الإحصائية والاختبارات الميدانية التي أجراها برنامج الإمارات لأبحاث علوم الاستمطار (UAEREP) أن تلقيح السحب هو وسيلة موثوقة لتعديل الطقس، مما يؤدي إلى نتائج إيجابية في تعزيز هطول الأمطار ومعالجة تحديات ندرة المياه في المناطق القاحلة.

ومع ذلك، فإن نجاح تلقيح السحب يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع مواد البذر المستخدمة، والظروف الجوية، وخبرة خبراء الأرصاد الجوية والمتخصصين المشاركين في تخطيط وتنفيذ المهام. يمكن أيضًا أن تختلف فعالية تلقيح السحب وفقًا للظروف المحلية والأهداف المحددة للبرنامج. تعمل الأبحاث والتطورات المستمرة على تعزيز موثوقيتها وفعاليتها باستمرار.

متى بدأت مهمات الاستمطار السحابي في دولة الإمارات؟

تمت المحاولة الأولية لبذر السحب في عام 1982 كتجربة استمرت لمدة شهرين. وبعد ذلك، أصبحت عمليات البذر السحابي تتم سنويًا، ولكن دون أساس علمي قوي. وبحلول نهاية عام 1990، أنشأت الحكومة مرافق متقدمة لمواجهة تحديات الأمن المائي بالتعاون مع مؤسسات مرموقة مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR) في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ويتواترسراند في جنوب أفريقيا، ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

واستمر هذا التعاون حتى عام 2003، مع التركيز على البحث في الخصائص الكيميائية والفيزيائية للسحب الشائعة والقابلة للتلقيح. كان الهدف الأساسي هو تحديد المواد المناسبة لإدخالها في السحب لضمان نجاح تعزيز المطر.

وفي عام 2015، تم إطلاق برنامج UAEREP كمبادرة بحثية دولية مكرسة لتطوير العلوم والتكنولوجيا وتنفيذ تعزيز الاستمطار. وإلى جانب تعزيز تمويل البحوث والشراكات العالمية، يهدف البرنامج إلى تعزيز هطول الأمطار ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن أيضًا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى