الشرق الأوسط

الإمارات العربية المتحدة: كيف ساهم انتقالي من المدرسة الخاصة إلى المدرسة الحكومية في تشكيل هويتي اليوم

وتعمقت معرفتي باللغة العربية والدراسات الإسلامية، وعززت ارتباطًا عميقًا بتراثي وإيماني

عندما قال أحد الوزراء الإماراتيين بالأمس إن أكثر من 20 ألف طالب انتقلوا من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، أعادني ذلك إلى أيام دراستي. لقد قمت بهذا التحول منذ سنوات، حيث أدركت عائلتي قيمة التعليم العام في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وجدت نفسي أفكر في تجربتي الثرية داخل أسوار مدرسة حكومية بعد أن درست السنوات الخمس الأولى لي في مدرسة خاصة.

لم تكن الرحلة أقل من ملهمة، حيث اكتشفت عالمًا من وسائل الراحة الاستثنائية والمناهج الشاملة والتعليم المجاني.

مازلت أذكر هذه اللحظة وكأنها تمر أمامي وأنا أكتب. على الرغم من صغر سني، كان الوضع صعبًا للغاية بالنسبة لي. ذهبت مع والدتي في أول يوم لي. أتذكر الخوف الذي اجتاحني كفتاة خجولة، أختبئ خلف ظهر أمي وأنظر إلى أصدقائي الجدد، الذين كانوا ينادونني من بعيد للانضمام إليهم وهم يلعبون.

منذ اليوم الأول لي، تم الترحيب بي في مجتمع بدا وكأنه عائلة. كان تفاني المعلمين في تعزيز جو شامل واضحًا، مما أدى إلى تهيئة بيئة يشعر فيها كل طالب بالتقدير والتشجيع.

على عكس الاعتقاد الخاطئ بأن المدارس العامة تفتقر إلى المرافق، فإن مرافق المدارس الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة تنافس تلك الموجودة في المؤسسات الخاصة. وفرت الفصول الدراسية المجهزة تجهيزًا جيدًا والمختبرات الحديثة وموارد المكتبة الواسعة بيئة مواتية للتعلم والاستكشاف.

تسعى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة دائمًا إلى تطوير المدارس، وفي كل عام تشهد المدارس تغييرًا كبيرًا.

قمت مؤخراً بزيارة مدرستي (التي تدرس فيها أختي الصغيرة الآن)، وتفاجأت بالتغيير الكبير الذي حدث في المدرسة. شعرت أنني كنت في مكان مختلف تماما.

تميزت برحلة تعليمية غنية ومتنوعة. تم تصميم المنهج بعناية لتقديم تعليم شامل يشمل مجموعة واسعة من المواضيع.

ومن الجدير بالذكر أن معرفتي باللغة العربية والدراسات الإسلامية تعمقت، مما عزز ارتباطًا عميقًا بتراثي وإيماني.

لقد لاحظت تحولًا كبيرًا في المناهج الدراسية كل عام، وهي عملية لا تزال أخواتي الأصغر سناً يختبرنها. يعكس تطور المواد بمرور الوقت التزام المدارس الحكومية ونظام التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بالبقاء تقدميًا، مما يضمن بقاء محتوى التعلم محدثًا وملائمًا.

لقد تم إثراء رحلتي التعليمية من خلال المشاركة في مختلف الأنشطة والمسابقات في جميع أنحاء البلاد، وأظهر المعلمون اهتمامًا كبيرًا بهواياتنا ومهاراتنا المختلفة. هذه التجارب لم توسع آفاقي فحسب، بل عززت نموي الشخصي أيضًا.

كان أحد العوامل الأكثر إلحاحًا في تجربتي في المدرسة العامة هو الحصول على تعليم مجاني دون المساس بالجودة. باعتبارنا مواطنين إماراتيين، فهذا شيء نحن محظوظون به.

إن رحلتي في المدرسة العامة تقف بمثابة شهادة على الإمكانات الهائلة الموجودة في هذا المجال.

لقد شكلت هذه التجربة ما أنا عليه اليوم – فلا عجب أن هناك موجة تحويلية من الطلاب في البلاد يختارون التعليم العام.

المصدر
khaleejtimes

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى