الرحلة 243، يوم انفجار جسم الطائرة في الهواء على ارتفاع 7000 متر
تظهر الأرقام أن الطائرة هي وسيلة النقل الأكثر أمانًا في الوقت الحالي، لكن الأمر لم يكن دائمًا بهذه الطريقة. في تاريخ كوارث شركات الطيران، هناك القصة المروعة لرحلة طيران ألوها رقم 243، عندما تحولت الرحلة الروتينية إلى كابوس.
الرحلة 243، اليوم الذي انفجر فيه جسم الطائرة في الجو
في يوم يبدو عاديًا، 28 أبريل 1988، أقلعت الرحلة رقم 243 من مطار هيلو الدولي في هاواي متجهة إلى هونولولو. وكان هناك 90 راكبا و5 من أفراد الطاقم على متن الطائرة بوينغ 737.
وقبل الإقلاع، قام فريق تفتيش فني بفحص الطائرة والتأكد من أن كل شيء على ما يرام. كما بدت الظروف الجوية مثالية. وبدا أن طائرة البوينغ، التي كانت تحلق على نفس المسار في ذلك اليوم، كانت في رحلة روتينية.
بدأت الرحلة بشكل طبيعي، ولكن بينما كانت الطائرة على ارتفاع 7000 متر، تمزق جزء من جسم الطائرة، مما أدى إلى تخفيف الضغط بشكل متفجر. تحول كل شيء إلى كابوس حيث نظر الركاب إلى الأعلى ورأوا السماء مباشرة.
ونظرًا لأن الركاب كانوا يرتدون أحزمة الأمان، لم يسقط أي منهم من الطائرة، لكن المضيفة كلارابيل لانسينغ، 58 عامًا، لم تكن محظوظة جدًا. لقد تم تنظيفها بالمكنسة الكهربائية ولم يتم العثور على جثتها مرة أخرى.
وهرع الطاقم لنقل الطائرة إلى منطقة آمنة
وإدراكًا لخطورة الوضع، بدأ الطيارون على الفور في الهبوط الاضطراري، مع الحرص على الوصول إلى ارتفاع حيث يمكن للركاب التنفس دون أقنعة الأكسجين. فشل المحرك 1 بسبب امتصاص حطام جسم الطائرة وواجه الطيارون عددًا من المشاكل.
ومع ذلك، تمكنوا بأعجوبة من الهبوط في مطار ماوي بعد عشر دقائق فقط من انفجار جسم الطائرة. وأصيب في المجمل 65 شخصا، 8 منهم في حالة خطيرة.
وكشف المزيد من التحقيقات أن الحادث نتج عن تآكل المعادن التي يتكون منها جسم الطائرة، نتيجة للعدد الكبير من دورات الطيران. كما تفاقمت المشكلة بسبب عدم كفاية الصيانة والتعرض المستمر لبيئة ساحلية تتميز بوجود الأملاح والرطوبة العالية.
كانت الرحلة 243 نقطة تحول في صناعة الطيران. وأدت الكارثة إلى قيام الشركات باتخاذ إجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بصيانة الطائرات، فضلا عن الحد من عدد الرحلات التي يمكن أن تقوم بها الطائرة.
وفي الختام، كان ركاب هذه الرحلة محظوظين للغاية. وبمجرد أن لاحظ الطيارون الانفجار، أخذوا الطائرة إلى ارتفاع آمن حيث يمكن تنفس الهواء، وهبطت أخيرًا بسلام. ولا يمكن قول الشيء نفسه عن إحدى المضيفات، فهي الوحيدة التي ماتت نتيجة لهذا الحادث.