اقتصاد و أعمال

السعودية: الإيرادات غير النفطية تقفز 13%

كشفت النتائج المالية للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تعد أكبر منتج للبتروكيماويات والأسمدة والصلب في منطقة الشرق الأوسط، عن تأثر أداء الشركة خلال الربع الثاني من العام الحالي، بسبب الأسواق الكيميائية العالمية وتراجع حجم الطلب.

إذ سجلت الشركة تراجعاً في أرباحها بنسبة 85 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الحالي، إلى 1.18 مليار ريال (314.5 مليون دولار) مقابل 7.93 مليار ريال (2.1 مليار دولار) في الربع المماثل من العام الماضي. وهو ما ردّه الرئيس التنفيذي لـ«سابك» عبد الرحمن الفقيه إلى معطيات الاقتصاد العالمي والتي «انعكست على أعمال الشركة وكان لها تأثير واضح على نتائجها في الربع الثاني من هذا العام».

وتراجعت إيرادات «سابك» في الربع الثاني من العام الحالي 33.6 في المائة على أساس سنوي إلى 37.17 مليار ريال (9.9 مليار دولار)، قياساً بـ55.98 مليار ريال (14.9 مليار دولار) في الفترة المقابلة من العام المنصرم.

أما في النصف الأول من العام، فانخفضت أرباح الشركة 87.22 في المائة إلى 1.84 مليار ريال (490.6 مليون دولار)، مقابل 14.02 مليار ريال (3.7 مليار دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«سابك» في مؤتمر صحافي عقب إعلان النتائج في بيان نشر على موقع «تداول»، إن «الأسواق الكيميائية العالمية لا تزال تشهد انخفاضاً في الطلب على الاقتصاد الكلي وزيادة في العرض في معظم منتجات الشركة، الأمر الذي أدى إلى استمرار انخفاض متوسط سعر البيع بنسبة 7 في المائة تقريباً على أساس ربع سنوي. وانخفضت أيضا أسعار منتجات المغذيات الزراعية بنسبة تصل إلى نحو 35 في المائة».

وأضاف «كان هناك تأثير واضح ومباشر من انخفاض تكلفة الإنتاج بسبب انخفاض أسعار اللقيم وأسعار المواد الخام وتكلفة التوزيع».

واللقيم هي مادة خام تستعمل في مصنع ما لانتاج مادة أخرى، ومن المواد التي تقيد تحت هذا التصنيف الغاز الطبيعي والنفط والكهرباء والسوائل.

إلا أن الفقيه شدد على أن الشركة «حافظت على كميات المبيعات على المستوى نفسه في الربع الثاني من هذا العام واستمرت في موثوقيتها في تمويل زبائنها على مستوى أنحاء العالم».

وأفصح الفقيه عن تحسن هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء الخاص ليصل إلى 14 في المائة خلال الربع الثاني، مقارنة بـ 13 في المائة تم تحقيقه في الربع الأخير من العام الماضي.

وأضاف «حققنا الحد الأدنى المستهدف لتعاوننا مع أرامكو السعودية قبل الموعد المحدد بعامين من خلال الوصول إلى 1.51 مليار دولار على أساس تراكمي».

ووفق الرئيس التنفيذي، «تلتزم الشركة بالابتكار والاستدامة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لنمونا. وتأكيداً على ذلك، أكملنا في الربع الثاني مشروع تحويل الزيت الناتج من النفايات البلاستيكية إلى بوليمرات دائرية معتمدة في المملكة، لتصبح أول شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلتزم بهذا النهج».

وأشار إلى إكمال الشركة إرسال أول شحنات تجارية معتمدة من الأمونيا منخفضة الكربون إلى الهند وتايوان، ما يؤكد الحرص على تقديم حلول ذات قيمة للزبائن، ودعم الأسواق بحلول مهمة تسهم في تحقق صافي الانبعاثات الصفري مثل الأمونيا منخفضة الكربون.

أما بشأن خطط النمو طويلة الأجل، فأكد الرئيس التنفيذي للشركة بأنها لن تتأثر بما يجري حالياً على مستوى الاقتصاد العالمي. وقال: “سابك مستمرة في الدراسات الأولية لمشروع تحويل النفط الخام إلى كيميائيات مع أرامكو السعودية بطاقة 400 ألف برميل يومياً في رأس الخير، وسيعلن عن نتائجها قريباً”.

الاتفاقيات الاستراتيجية

وعلى مدار الربع الثاني من العام الحالي، أعلنت «سابك» كثيراً من الاتفاقيات والتطورات الاستراتيجية التي تعزز تقدم الشركة نحو تحقيق هدفها المتعلق بالوصول إلى الحياد الكربوني، ورؤيتها المتمثلة في أن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات.

وتعاونت في الربع الثاني مع كثير من المنظمات والشركاء العالميين لمواجهة التحديات العالمية بحلول مبتكرة ومستدامة بمفهوم الاقتصاد الدائري.

ومنح مجلس الكيمياء الأميركي، «سابك» جائزة ريادة الاستدامة لعام 2023، عن إنجازاتها الاستثنائية في مجال الاقتصاد الدائري، تقديراً لجهود الشركة في دمج البلاستيك المحتمل وصوله إلى المحيطات في حلول الاقتصاد الدائري.

وكانت «سابك» أصدرت في الربع الثاني تقرير الاستدامة لعام 2022، الذي سلط الضوء على إنجازاتها على صعيد مسيرة الاستدامة والتزاماتها، خاصة النهوض بالاقتصاد الدائري، وضمان الإدارة المسؤولة للمواد الكيميائية، وزيادة الإفصاحات المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية.

المصدر
aawsat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى