السودانيون يحيون ذكرى الاستقلال وسط احتجاجات واسعة
أحيا السودانيون، أمس، الذكرى الـ67 للاستقلال من الاستعمار البريطاني، الذي يصادف بداية السنة الميلادية، على طريقتهم الخاصة. ففي الوقت الذي اختار بعضُهم المشاركة في الاحتفالات الجماهيرية أو الخاصة، وجد الآلاف منهم، خصوصاً الشباب، فرصة سانحة للاستفادة من المناسبة وتحويلها إلى يوم للاحتجاجات الواسعة؛ تعبيراً عن رفضهم الأوضاع السياسية في البلاد، والمطالبة بالحكم المدني، وهو ما ظلوا يفعلونه بانتظام منذ أن تولى الجيش السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وتصدَّت الشرطة والقوات الأمنية للمحتجين باستخدام القنابل الغازية المسيّلة للدموع والقنابل الصوتية، التي طغت على أصوات الألعاب النارية المدوية في سماء الخرطوم.
كما أطلقت قوات الشرطة هذه القنابل على بعض المحتفلين في عدد من أحياء العاصمة المثلثة؛ خشية أن تتحوّل الاحتفالات إلى مظاهرات.
وبالفعل، تحولت الاحتفالات إلى ما يشبه «مناسبة سياسية»، إذ أطلق المحتجون هتافات مناوئة للحكم العسكري و«الاتفاق الإطاري» الموقع الشهر الماضي بين قادة الجيش وتحالف «الحرية والتغيير» المعارض، الذي من المقرر أن يتحوّل إلى اتفاق نهائي ينقل السلطة إلى المدنيين، بينما يعود الجيش إلى ثكناته. لكن عدداً من الأحزاب و«لجان المقاومة الشعبية» طالب أيضاً بتغيير قيادة الجيش الحالية «لعدم ثقتهم بها».
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل من القوى السياسية على الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، بمناسبة ذكرى الاستقلال، الذي أشار فيه إلى أنَّ المرحلة المقبلة ستشهد حسم القضايا الجوهرية الواردة في «الاتفاق الإطاري»، لكنَّه اشترط توسيع التوافق السياسي قبل الذهاب إلى الاتفاق النهائي.