تسمم في مدارس الفتيات يثير الذعر في إيران
يتخوّف الإيرانيون من توسع ظاهرة تسمم تلميذات المدارس بعد مضي ثلاثة أشهر على رصد أول حالة، فيما ترفض الأجهزة المسؤولة تحديد الأسباب أو نوعية المواد التي تسبب حالات الاختناق بالمدارس.
وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على موقع «تويتر» أمس حالة من الهلع بين أسر تلميذات، بينما كانت سيارات إسعاف تعمل على نقلهن إلى المستشفى. وقال مرصد «1500 تصوير» في تعليق على الفيديو إن العشرات من التلميذات أُصبن بحالات تسمم شديدة.
وأكدت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» صحة الفيديو عندما ذكرت في تقرير لها أن 35 تلميذة في مدرسة خيام للبنات في مدينة برديس، الواقعة في محافظة طهران «تم نقلهن إلى المستشفى». ولم تكن حالة أي من هؤلاء التلميذات تثير القلق بعد أن استنشقن غازاً لا يزال مجهولاً، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاءت حالة التسمم الجديدة بينما عقدت وزارة الصحة والبرلمان وممثل في وزارة الاستخبارات اجتماعاً لمناقشة حالات التسمم الآخذة بالتوسع. وقال وزير الصحة بهرام عين اللهي للصحافيين إن التحقيق الطبي أظهر أن سماً خفيفاً جداً أحدث تسمماً خفيفاً عند التلميذات، مشيراً إلى تسببه في «ضعف العضلات والخمول والغثيان لساعات». وتابع الوزير أن التحقيق في مصدر السم ليس من اختصاص وزارة الصحة، وقال: «نحن لسنا مسؤولين عن الإدلاء بتصريحات حول ما إذا كان الحادث متعمداً».
بدوره، قال المدعي العام الإيراني، حسين جعفر منتظري للصحافيين: «ما زلنا لا نمتلك دليلاً واضحاً».
ويثير انتشار الظاهرة مخاوف، بعدما شاركت الفتيات في الاحتجاجات الأخيرة التي أشعل وقودها وفاة الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى «عدم ارتداء حجاب مناسب». وأظهرت نتائج تحقيق استقصائي لقناة «بي بي سي» الفارسية حتى نهاية 26 فبراير (شباط)، إصابة 830 شخصاً على الأقل بالتسمم في المدارس الإيرانية، بينهم 650 طالبة.