دبلوماسي تركي كبير يدعو العراق إلى تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية خلال زيارة لبغداد
بغداد (أ ف ب) – ندد وزير الخارجية التركي يوم الثلاثاء بالجماعة الكردية الانفصالية التي تعمل في الأراضي الشمالية للعراق ووصفها بأنها عدو لكل من تركيا والعراق، وحث الحكومة العراقية على حظر الجماعة باعتبارها منظمة إرهابية كما فعلت أنقرة.
حث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان العراق على تصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية خلال زيارته الأولى لبغداد منذ توليه منصبه.
وجاءت الرحلة قبل زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أشهر من العداء المتصاعد بين تركيا والجماعات المدعومة من تركيا من جهة، والمقاتلين الأكراد في العراق وسوريا من جهة أخرى.
وفي بيان بعد اجتماعه مع نظيره، حث فيدان المسؤولين العراقيين على “عدم السماح لعدونا المشترك، منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، بتسميم علاقاتنا الثنائية”.
وبينما اشتكت بغداد مراراً من أن الضربات الجوية التركية في شمال العراق تشكل انتهاكاً لسيادتها، وصف فيدان أنشطة حزب العمال الكردستاني هناك بأنها “تحدي لسيادة العراق”، متهماً الجماعة بـ “احتلال” مناطق في العراق والسعي لربط العراق بدول مجاورة. سوريا مع “ممر الإرهاب”.
ومن المتوقع أن تلوح مسألة حزب العمال الكردستاني في الأفق خلال زيارة أردوغان إلى جانب استئناف صادرات النفط من المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق عبر ميناء جيهان في تركيا.
وكان المسؤولون في بغداد وأربيل، مقر الحكومة الإقليمية الكردية، على خلاف منذ فترة طويلة بشأن تقاسم عائدات النفط. وفي عام 2014، قررت المنطقة الكردية تصدير النفط من جانب واحد عبر خط أنابيب مستقل إلى جيهان.
وأوقفت تركيا شحنات النفط من المنطقة الكردية عبر جيهان في مارس/آذار، في أعقاب حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية في باريس، التي انحازت إلى بغداد، معتبرة أن جميع صادرات النفط يجب أن تمر عبر شركة تسويق النفط المملوكة للدولة في العراق، “سومو”. ويلزم الحكم أنقرة بتعويض بغداد عن صادرات النفط غير المصرح بها من حكومة إقليم كردستان في الفترة من 2014 إلى 2018.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف إن وفدا عراقيا رفيع المستوى برئاسة وزير النفط موجود حاليا في تركيا.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عقب اجتماعه مع فيدان إنهما ناقشا قضية النفط واقتربا من التوصل إلى حل نهائي. وقال حسين إن المناقشات مع نظيره التركي ركزت أيضا على قضايا المياه.
وكانت الدولتان على خلاف حول إدارة موارد المياه المشتركة، وسط تفاقم حالات الجفاف في العراق.
وقال حسين: “بالنظر إلى التحديات المشتركة التي نواجهها فيما يتعلق بتغير المناخ واعتماد العراق التاريخي على نهري دجلة والفرات الناشئين في تركيا، فمن الضروري أن يحصل العراق على نصيبه العادل من المياه”.
وتحدث وزيرا الخارجية أيضا عن عمليات حرق القرآن الكريم في الآونة الأخيرة في أوروبا، والتي أثارت احتجاجات حاشدة في العراق، بعضها عنيف. وقال فيدان إنه إذا ظلت الدولتان ذات الأغلبية المسلمة “متحدتين، فإن أولئك الذين يهاجمون قيمنا المقدسة سوف يفكرون مرتين قبل اتخاذ مثل هذا الإجراء”.
وقال حسين إن نحو 700 ألف عراقي يقيمون في تركيا، مع وجود 850 شركة تركية تعمل في العراق. وأضاف فيدان أن حجم التجارة الثنائية وصل إلى 25 مليار دولار.
ومن المقرر أن يزور فيدان بعد ذلك أربيل ويلتقي برئيس وزراء الإقليم الكردي مسرور بارزاني.