تقارير

قصة بول ألكسندر، الرجل الذي عاش لمدة 70 عامًا في رئة حديدية

بالنسبة للولايات المتحدة، تميز عام 1952 بزيادة مثيرة للقلق في عدد حالات شلل الأطفال. وتظهر السجلات أنه خلال تلك الفترة تم الإبلاغ عن ما يقرب من 60 ألف حالة في جميع أنحاء البلاد.

بول ألكسندر، الرجل الذي عاش 70 عامًا في رئة حديدية

أصيب بول ألكسندر، وهو صبي يبلغ من العمر ست سنوات فقط، بهذا المرض، والذي تجلى في البداية بحمى شديدة وآلام في الجسم. ومع ذلك، سرعان ما فقد القدرة على المشي والبلع والتنفس في نهاية المطاف.

وتدخل الأطباء بحل جذري، فأخضعوا بول لعملية ثقب في القصبة الهوائية ووضعوه في رئة حديدية. تم استخدام هذا الجهاز المختوم لعلاج مرضى شلل الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التنفس.

تم تصميم الرئتين الحديديتين، أو أجهزة التنفس، لمساعدة مرضى شلل الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التنفس. وكان هؤلاء المرضى، وخاصة الأطفال، يعانون من شلل في العضلات، بما في ذلك العضلات اللازمة للتنفس.

خضع المرضى لعملية ثقب القصبة الهوائية (إجراء يتضمن قطعًا في القصبة الهوائية)، ثم تمت تغذية الرئتين من خلال أنبوب خاص.

غطت الآلة ذات المظهر الغريب الجسم من الرقبة إلى الأسفل، مما خلق بيئة ضغط سلبي حيث لم يكن عليك بذل جهد لملء رئتيك بالهواء.

قضى معظم الأطفال المصابين بشلل الأطفال عدة أسابيع في هذه الأجهزة، أثناء محاولتهم التعافي من المرض. ومع ذلك، كان من سوء حظ الطفل عدم تعافيه وحاجته إلى الجهاز لفترة أطول من الوقت. أما بول ألكسندر فلم تتعاف رئتاه قط.

World in Article | العالم في مقالات
بول الكسندر عندما كان طفلا

في البداية، توقع الأطباء أن يموت بول قريبًا، نظرًا لإصابة جسده بالشلل من الرقبة إلى الأسفل، وحقيقة أنه كان يعتمد على الآلة في التنفس. ومع ذلك، خلافا للتنبؤات، استمر في العيش. وحتى عندما ظهرت أجهزة أكثر حداثة، ظل مخلصًا لرئته الحديدية.

مع مرور الوقت، زار العديد من المتخصصين بول، وقام أحدهم بتعليمه “تنفس الضفدع” (التنفس اللساني البلعومي)، وهي تقنية “يبتلع بها الهواء” دون استخدام الجهاز الحديدي.

وقد سمحت له هذه التقنية بالقيام بأشياء لم يكن يتخيلها عندما كان طفلا، بما في ذلك الذهاب إلى الكلية. كما أنه كان قادرًا على ممارسة مهنة ما، حيث كان أستاذًا للمصطلحات القانونية ثم محاميًا.

ومع ذلك، مع التقدم في السن والتعب، لم يعد باول قادرًا على استخدام “أنفاس الضفدع”، لأنه محبوس داخل الآلة طوال الوقت. ولا يزال يظهر حماساً للحياة وامتناناً لجهاز التنفس الصناعي الذي منحه فرصة العيش وتحقيق أكثر مما كان يتخيل.

World in Article | العالم في مقالات
يعيش بول طوال الوقت في جهاز التنفس الخاص

حتى أنه كتب سيرته الذاتية ويعمل الآن على كتاب ثانٍ. والمثير للدهشة أن بول لا يزال على قيد الحياة عن عمر يناهز 77 عامًا. وهو آخر شخص في العالم يعيش برئة حديدية.

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال هو مرض يبدأ بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، ولكنه يمكن أن يؤثر على الحبل الشوكي أو الدماغ، ويسبب الشلل، وفي الحالات الشديدة، الموت.

ولحسن الحظ، تم القضاء على هذا المرض تقريبًا في البلدان المتقدمة. ومع ذلك، لا تزال هناك مناطق لا يزال فيها شلل الأطفال متوطناً، مثل أفغانستان وباكستان. وفي السنوات الأخيرة أيضًا، تم تسجيل حالات في بعض البلدان الأفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button