لماذا لا تحلق الطائرات فوق القطب الجنوبي؟
يتمتع القطب الجنوبي دائمًا بسمعة هائلة. تقع في القارة القطبية الجنوبية، وهي متجمدة وجبلية ولا ترحب بالناس بشكل عام. ومع ذلك، هناك حقيقة أقل شهرة وهي أن الطائرات لا تحلق فوق هذه المنطقة.
لماذا لا تحلق الطائرات فوق القطب الجنوبي؟
تاريخيًا، كان الطيران بالقرب من القارة القطبية الجنوبية أو فوقها محظورًا بموجب قواعد عمليات الطائرات ذات المحركين ذات المدى الممتد، أو ETOPS.
تحدد ETOPS أقصى مسافة من المطار يمكن أن تطير بها الطائرات ذات المحركين. تهدف هذه القواعد إلى منح الطيارين القدرة على الهبوط في حالة تعطل المحرك.
على وجه التحديد، في حالة تعطل أحد المحركين أو كليهما، يجب أن تكون الطائرة على مسافة كافية من المطار حتى يتم الهبوط الآمن. عادة، تطير الطائرات عبر ممر لا يبعد أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات عن موقع الهبوط المناسب.
ومع ذلك، تصبح الأمور معقدة عندما يتعلق الأمر بالقارة القطبية الجنوبية. واليوم، توجد مدارج في القارة المتجمدة، لكن لا يوجد مطار قادر على استقبال رحلة تجارية.
ولوضع الأمور في سياقها الصحيح، فإن أقرب مطار يمكن لطائرة تحلق فوق القطب الجنوبي أن تهبط فيه اضطراريًا هو أوشوايا في الأرجنتين. وتبعد حوالي 4000 كيلومتر. وبالمقارنة، فهي تقريبًا نفس المسافة بين رومانيا وجرينلاند.
وهذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل الطائرات لا تحلق فوق القطب الجنوبي. وينبغي التأكيد على أنه ليست هناك حاجة حقيقية للسفر إلى هذه المنطقة. حركة الطيران في نصف الكرة الجنوبي أقل بكثير مما هي عليه في الشمال.
على الرغم من عدم وجود طائرة تحلق فوق القطب الجنوبي تمامًا، إلا أن بعض الطرق تقترب من ساحل القارة المتجمدة، ومثال على ذلك سباق الخطوط بين سيدني (أستراليا) وجوهانسبرغ (جنوب أفريقيا).
هبطت طائرة واحدة فقط على الجليد في القطب الجنوبي
في 2 نوفمبر 2021، احتفل فريق من الباحثين بإنجاز ملحوظ في مجال الطيران. ثم هبطت طائرة إيرباص A340 بأربعة محركات في القارة المتجمدة. وواجهت الرحلة الخاصة التي أقلت العلماء إلى القارة القطبية الجنوبية تحديات كبيرة، لكن الطائرة هبطت في النهاية بنجاح.