محللون مصريون ينتقدون استضافة المعلقين الإسرائيليين في الفضائيات العربية
انتقد عدد من المحللين السياسيين المصريين انتشار ظاهرة استضافة المحللين الإسرائيليين ليدلوا بدلوهم ويصولوا ويجولوا مدافعين عن أساطيرهم وأوهامهم.
وأكدوا أن ذلك الأمر يدخل في التطبيع المرفوض شعبيا، مؤكدين أن استضافة هؤلاء الإسرائيليين أكبر خدمة لهم، مطالبين بالتوقف عن ذلك اليوم قبل الغد.
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ينتقد انتشار ظاهرة وجود المعلقين السياسيين الإسرائيليين ضيوفا مألوفين وشبه دائمين على العديد من القنوات الفضائية الإخبارية العربية ، إلى الحد الذي حفظ فيه المشاهدون لها أسماءهم، ومن أبرزهم الدكتور مائير مصري استاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية وأحد أشهر هؤلاء المعلقين السياسيين وأكثرهم طلاقة، وشلومو جانور المعلق السياسي المعروف والمراسل العسكري السابق للتليفزيون الاسرائيلي، والمعلق السياسي والدبلوماسي الاسرائيلي السابق مائير كوهين، والمعلق السياسي ايلي نيسان المعروف بآرائه الصهيونية المتطرفة.
ويضيف مقلد أن كل هؤلاء المعلقين السياسيين الإسرائيليين الذين يطلون علينا بوجوههم من الشاشات الفضائية العربية، وبلا استثناء، يدافعون عن السياسات التي تنتهجها اسرائيل ضد الفلسطينيين ويبررون انتهاكاتها لحقوقهم الانسانية في اراضيهم المحتلة ويصورونها علي غير حقيقتها وعلي انها حق اسرائيل في دفاعها الشرعي عن أمنها، مشيرا إلى أنهم في هذا يصولون بتعليقاتهم ومغالطاتهم ويجولون هكذا وعلي رؤوس الأشهاد،دون أن يجدوا من يقاطعهم أو يفند لهم أكاذيبهم أو ينسف لهم حججهم الواهية التي يتذرعون بها.
ويلفت مقلد إلى أنهم جميعا أيضا ضد سياسات إيران وضد برنامجها النووي، مشيرا إلى أنهم ينثرون الشكوك دائما حول دوافعها ونواياها، ويصورونها علي انها منبع الشر والإرهاب وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وأنها تشكل خطرا علي أمن العالم وسلمه واستقراره.
ويقول إنهم يحاولون بذلك نزع الطابع العنصري والعدواني للدولة الاسرائيلية بشيطنة ايران وكل من يدورون في فلكها أو يلفون لفها، مشيرا إلى أن هذا هو ما يتفقون جميعا عليه كمعلقين سياسيين ولا يختلفون عن بعضهم فيه، لافتا إلى أن القناعات واحدة، والحجج والذرائع هي نفسها، والثقة التي يتكلمون بها سمة مشتركة بينهم.
ويستنكر أستاذ العلوم السياسية كل هذه الدعايات لإسرائيل من منابرنا الإعلامية العربية دون أن يتكلفوا شيئا مقابلها على الاطلاق بل هم من يحصدون الشكر،من هذه القنوات علي تفضلهم بالمشاركة فيها.
ويتابع: “ومن حقي ان أسأل: هل يسمح التليفزيون الاسرائيلي لمعلقين سياسيين عرب يتحدثون العبرية بطلاقة كبيرة أن يطلوا علي مشاهديه بآرائهم التي يدافعون فيها عن حقوق الفلسطينيين في ان تكون لهم دولتهم المستقلة، ويدينون مخططات الاستيطان التي تهود لهم معالم مجتمعهم العربي وتلتهم أراضيهم وغير ذلك من الممارسات اللا انسانية للاحتلال الاسرائيلي لوطنهم ؟ وهل سيسمحون لهم بالحديث عن ما يجري داخل مفاعلات اسرائيل النووية التي لا يدري العالم شيئا عنها أسوة بما يطالبون به إيران ؟ أو لماذا هي وحدها دون سائر دول الشرق الاوسط التي ما تزال ترفض الانضمام الي معاهدة منع الانتشار النووي لتحجب أخبار نشاطاتها النووية عن العالم؟”.
ويردف: “أقول لو أنهم كانوا سيسمحون لهم بذلك، ويتركون لهم الحرية في أن يقولوا ما يريدون أن يقولوه كما نفعل معهم في اعلامنا العربي، لما كنت قد كتبت هذا الكلام ولا شغلت نفسي به”.
الكاتب الصحفي كارم يحيى يقول إنه على الرغم من أن البعض يرى في ذلك نقلا لوجهات النظر المختلفة، فإنه يرى في ذلك شكلا من أشكال التطبيع، لافتا أن “الجزيرة” ربما كانت السبّاقة في ذلك الأمر.
ليس مفيدا من الناحية المهنية، لافتا إلى أن وجهات النظر الإسرائيلية متوافرة ومنشورة ويمكن نقلها دون التورط في هذا الشكل من أشكال التطبيع.
ويذكّر يحيى بأن النقابات المهنية المصرية ومنها نقابة الصحفيين المصريين ترفض التطبيع المهني بمعنى القيام بعمل مهني مع الإسرائيليين
أو القيام بزيارة لإسرائيل، مشيرا إلى أن الإسرائيليين يعبّرون عن آرائهم،و يمكن نقلها ونسبتها إليهم.
ويختتم مؤكدا أن خطورة ذلك أن نجعل هذا أمرا مألوفاً للجمهور العربي وللأجيال الجديدة.
متابعون لهذه الظاهرة يؤكدون أن هذه مسألة كبرى، مشيرين إلى أن البداية كانت من قناة “الجزيرة” القطرية، التي كانت أول من بدأت باستضافة شخصيات صهيونية من دولة الاحتلال وجلهم ممن يعملون في المؤسسات العسكرية والأمنية، تحت مسمى كاتب وباحث ومختص.
آخرون عبروا عن أسفهم من تحول هذا الأمر الخطير مع مرور الوقت إلى مسألة عادية مألوفة.