الصحة

هل يستطيع هذا الذكاء الاصطناعي تحديد عمر وفاتك؟

ونشرت الدراسة في ديسمبر الماضي في المجلة علوم الطبيعة الحسابيةيمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في مجال الصحة العامة وإدارة المخاطر الفردية. ومع ذلك، فإن نظرة فاحصة تكشف صورة أكثر دقة، حيث يجب توخي الحذر في مواجهة وعود الذكاء الاصطناعي.

دراسة مبتكرة، ولكن ليس من دون قيود

يعتمد العمل الذي قام به فريق من الجامعة التقنية في الدنمارك على تحليل مفصل للبيانات الصحية لستة ملايين دنماركي. تغطي هذه البيانات الكثير من المعلومات، بدءًا من التاريخ الطبي وحتى البيانات الاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال التركيز على مجموعة محددة، تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عامًا، حاول الباحثون تحديد العوامل التي تؤثر على متوسط ​​العمر المتوقع، مما أدى إلى إنشاء Life2vec.

ومع ذلك، من المهم التأكيد، كما فعل الباحثون أنفسهم، على أن الخوارزمية لا يمكنها التنبؤ بالعمر الدقيق لوفاة الشخص. تسلط هذه الدقة الضوء على أحد القيود الرئيسية للدراسة: حيث ترتبط قدرتها التنبؤية ارتباطًا جوهريًا بالسكان الذين تمت دراستهم والبيانات المتاحة، مما يجعل تطبيقها على سياقات أو مجموعات سكانية أخرى تخمينيًا إلى حد كبير.

يكمن الاهتمام الرئيسي لهذا البحث في قدرته على تقدم العلوم، من خلال توفير سبل جديدة لفهم العوامل المؤثرة على متوسط ​​العمر المتوقع. ومع ذلك، فإن الحماس المرضي إلى حد ما الناتج عن هذه النتائج يجب أن يخفف من خلال النظر في الآثار الأخلاقية والاجتماعية. وتثير مسألة استخدام هذه التكنولوجيات من قبل الجهات الفاعلة الخاصة، مثل شركات التأمين، مخاوف جدية بشأن خصوصية البيانات والتمييز المحتمل.

علاوة على ذلك، فإن ظهور المواقع الاحتيالية التي تستغل اسم Life2vec لتقديم “تنبؤات بالموت” مقابل رسوم يوضح جانباً مثيراً للقلق من الفضول البشري، على أقل تقدير، وقابلية تعرض الأفراد لمثل هذه التقنيات. يمكن أن تؤدي هذه التجاوزات إلى تنظيم صارم بالإضافة إلى التفكير الأخلاقي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة مثل الصحة والحياة البشرية.

إن التقدم الذي أحرزه فريق الباحثين الدنماركيين يفتح بلا شك مجالات مثيرة للاهتمام للبحث العلمي وفهم العوامل التي تؤثر على متوسط ​​العمر المتوقع. ومع ذلك، فإن الشكوك تسود في مواجهة الحماس الساحق في البداية: فالتنبؤ بالموت هو مجال معقد بشكل لا يصدق، ومليء بالشكوك والقضايا الأخلاقية الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى