واشنطن تعبّر لتل أبيب عن قلقها إزاء العنف في الضفة الغربية
تقرِّب المحاولات الصاروخية البدائية في جنين شمال الضفة الغربية، عملية عسكرية إسرائيلية في الشمال، بعدما حاول الجيش الإسرائيلي استبعاد مثل هذا الخيار، لكنها ستكون محدودة ومحكومة بفترة زمنية بين 12 و48 ساعه فقط، حسب مصادر إسرائيلية.
وقالت المصادر إن الجيش يناقش عملية خاطفة في شمال الضفة بعد محاولات مسلحين إطلاق صاروخين من جنين على مستوطنات قريبة، وهي المحاولة الثانية الفاشلة في غضون شهرين. وقال مصدر إن العملية المقترحة «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأكدت قناة «كان» العبرية، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تناقش عملية في شمال الضفة تستهدف مصنعين ومعامل تصنيع العبوات الناسفة والصواريخ.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الأحداث الأخيرة تضع الجميع أمام بداية حقبة جديدة. وكتب المحلل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشع، أنه على الرغم من أنه لا توجد صواريخ فعلية تصل من جنين إلى العفولة، فإنه بعكس الماضي، يمكن التقدير أن «عملية عسكرية محدودة» باتت أقرب من أي وقت مضى.
الاستجابة بعملية محدودة في الشمال خيار جاء بعدما قاوم الجيش هذه الفكرة التي طُرحت في الأساس بعد رفض الجيش عملية واسعة شمال الضفة، ضغط اليمين الإسرائيلي لتنفيذها بعد مواجهة دامية في جنين قبل نحو 10 أيام، حيث استخدم فيها المقاتلون الفلسطينيون، عبوات ناسفة كبيرة أعطبت مصفحات إسرائيلية، قبل أن يقتل فلسطينيان أربعة إسرائيليين في هجوم على مستوطنة «عيلي» وسط الضفة، فترتفع المطالبات بالعملية الواسعة.
وقالت «يديعوت» إنه بعد زيادة المطالبات بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق نوقش الأمر مرة أخرى لمعرفة مدى الحاجة إليها، قبل أن يتم اقتراح عملية محدودة وليست واسعة، الهدف منها ليس احتلال مناطق أو الوجود الطويل، بل إلحاق الضرر بالبنية التحتية المسلحة، وجلب ثمن لتحقيق الردع اللازم. وهو مقترح اعترض عليه وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، كما فعل كبار المسؤولين في الجيش.
لكن يبدو الآن، حسب «يديعوت»، وفي ضوء هذا التطور وتقييمات الوضع، أن احتمالية هذا الإجراء زادت، وهناك مؤشرات حول نية الجيش الخروج إلى هذه العملية، ومن بينها تعزيز القوات العسكرية بالضفة بوحدات إضافية متخصصة في العمل داخل المدن الفلسطينية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في بيان، إطلاق قذائف محلية الصنع من جنين تجاه موقع إسرائيلي، الاثنين، لكنها «انفجرت داخل الأراضي الفلسطينية»، ولم تسفر عن أي إصابات. وقال الجيش إن القذيفتين لم تشكلا أي خطر ولم تقع أي إصابات.
وأظهر تحقيق أوّليّ، أن إحدى القذيفتين، قد سقطت على بُعد 5 أمتار من المكان الذي أُطلقت منه، فيما سقطت الأخرى على بُعد 80 متراً. وعلى الرغم من أن المحاولة كانت فاشلة، لكنها بالنسبة إلى إسرائيل «شكّلت تطوراً لافتاً وخطيراً».
وعلمت إسرائيل بالمحاولة بعدما تداول ناشطون، مقطع فيديو عبر «تلغرام» من مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة العياش»، والتي سُميت على ما يبدو على اسم يحيى عياش، أبرز صانع للمتفجرات في حركة «حماس» في الضفة الغربية في فترة التسعينات، والذي اغتالته إسرائيل لاحقاً في قطاع غزة، في أثناء إطلاقه صاروخين.
وأظهر الفيديو انطلاق الصاروخ الأول في الهواء، ثم خروجه عن السيطرة، وفشل الثاني في الانطلاق. ونشرت المجموعة لقطات مماثلة في أواخر مايو (أيار).
وتنظر إسرائيل بخطورة بالغة إلى مثل هذه المحاولات في الضفة، باعتبار المسافة القريبة للمدن والمستوطنات الإسرائيلية من الضفة الغربية والتي يقع جزء منها في قلب الضفة. ووصف رونين بار، رئيس الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» هذه المحاولات، بأنها سابقة خطيرة.
وقالت جمعية «رغافيم» اليمينية، إن «تهديد نشوء دولة إرهاب في قلب دولة إسرائيل يتجسد أمام عيوننا». مضيفةً: «يجب التصدي لهذا التهديد قبل أن يتحول سماع دوي صفارات الإنذار في شمال ووسط البلاد إلى شيء روتيني».
ولا يُعرف إلى أي حد ستحقق العملية العسكرية أهدافها أو ستسهم في تصعيد التوتر. وأحد الأسباب التي منعت الخروج إلى عملية كبيرة في شمال الضفة، سابقاً، كان القلق من فتح جبهات متعددة أخرى، وإضعاف السلطة الفلسطينية ودفعها إلى التفكك، وجلب انتقادات دولية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيمتنعون عن خطوات دراماتيكية من شأنها أن تتسبب في انهيار السلطة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن لإسرائيل مصلحة في بقاء السلطة.
اجريت مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس ام صفا التي تتعرض لهجوم بربري ارهابي من قبل قطعان المستوطنين . وأكدت له الموقف الدائم للقيادة الفلسطينية الداعي ابناء شعبنا للثبات والصمود والتصدي لهذه الهجمات الارهابية .
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) June 26, 2023
محادثات إسرائيلية-فلسطينية
وأجرى غالانت محادثات مع أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، في محاولة لبث الروح في العلاقات المتردية، ولتهدئة التوترات.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، إن الطرفين ناقشا تزايد «العمليات العدائية» في الآونة الأخيرة، وأصرّا على الحاجة المشتركة لتهدئة الوضع على الأرض، من أجل السكان الإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة.
وأكد غالانت لحسين الشيخ أن «القوات الأمنية ستعمل على إحباط الإرهاب حيثما تطلب الأمر». ونقل رسالة مفادها أنه «يجب التحرك بسرعة وبقوة، ضد مراكز الإرهاب التي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة»، كما تعهد بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ستعمل على تقديم المستوطنين المتورطين في شن هجمات ضد الفلسطينيين إلى العدالة.
كذلك هاتف الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الرئيس محمود عباس، وأدان هجمات المستوطنين. وخلال المكالمة الهاتفية الذي جاءت لتهنئة عباس بمناسبة عيد الأضحى، أكد هرتسوغ «أهمية الحرب الحاسمة والقوية ضد الإرهاب والتحريض والكراهية»، وشدد على «ضرورة التحرك بقوة لإحباط الإرهاب الذي يضر بالناس والعائلات والمجتمعات على حد سواء». وأكد أنه «يُدين بشدة الأذى الذي يلحق بالفلسطينيين الأبرياء من المتشددين الذي تم في الأيام الأخيرة».
بالإضافة إلى أن هجمات الجيش والمستوطنين دفعت الحكومة الإسرائيلية لبناء وحدات استيطانية، وهو وضع تقول السلطة إنه لا يمكن أن يستمر، مهددةً بإجراءات وقرارات.